فورين بوليسي: الغارات الروسية أخرجت محادثات السلام عن مسارها  - It's Over 9000!

فورين بوليسي: الغارات الروسية أخرجت محادثات السلام عن مسارها 

Foreign Policy – ترجمة بلدي نيوز
في الوقت الذي تصعد وتكثف الحكومة السورية من هجماتها على الثوار في مدينة حلب،  قامت الأمم المتحدة، يوم الأربعاء، بتعليق محادثات السلام المتعثرة رسمياً في جنيف، وناشدت القوى الكبرى لحث الطرفين السوريين على إنهاء القتال.
وجاءت هذه الخطوة بعد ساعات من تسليم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف رسالة واضحة لصانعي السلام الذي يسعون لإسكات المدافع في سورية، حيث أوضح لافروف أن موسكو - التي قدمت مساعدات عسكرية واسعة لبشار الأسد - لا يوجد لديها نية بإيقاف وابل الضربات الجوية على المناطق التي يسيطر عليها الثوار حول مدن حلب وحمص.
وقال لافروف للصحفيين في مؤتمر صحفي في العاصمة العمانية مسقط: "إن الضربات الروسية لن تتوقف حتى نهزم المنظمات الإرهابية مثل (جبهة النصرة) وهي جماعة تابعة لتنظيم القاعدة، وتقاتل كل من نظام الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية"، وأضاف: "أنا لا أرى سبباً لإيقاف هذه الغارات الجوية".
ويؤكد التصريح الروسي على واحدة من نقاط الضعف الرئيسية لسياسة الولايات المتحدة، فإن أي تسوية سياسية للحرب في البلاد لا يتطلب من الدول إيقاف محاربتهم ضد الإرهابيين، ولكن المشكلة تأتي من أنه لا يوجد أي إجماع حتى الآن حول العديد من الجماعات المسلحة التي تقاتل في سورية، ومن يجب أن يندرج ضمن هذه الفئة، وبالتالي تستمر سورية وروسيا في حملتهم العسكرية ضد ما يصفونهم بالإرهاب، ولكن الولايات المتحدة تقول أن القنابل التي تسقط غالباً ما تستهدف المعارضة المعتدلة، فضلاً عن المدنيين.
وفي الأيام الأخيرة، أفاد ناشطون سوريون بأن مئات الغارات الجوية الروسية والسورية قد نفذت شمال غرب حلب - واحدة من أكبر عمليات النظام هناك منذ أن بدأت روسيا حملتها الجوية في أيلول الماضي،  وقال مسؤول في الجيش السوري لوكالة فرانس برس أن الهجوم المخطط يسعى إلى حصر وجود الثوار في قريتين مواليتين للحكومة وقطع طريق إمداد الثوار من تركيا.
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري محبطاً من الغارات الجوية المستمرة في مناطق المعارضة، ودعا الحكومة السورية والداعم الروسي لوقف قصف مناطق المعارضة ورفع الحصار عن مئات الآلاف من المدنيين، وأشار بوضوح بأن الهجوم المستمر من  قوات النظام السوري والضربات الروسية تؤكد نيتهم استخدام الحل العسكري بدل الحل السياسي .
وأضاف "جون كيربي" المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، يوم الأربعاء: "كيف من الممكن أن تساهم الضربات الجوية ضد المدنيين بأي طريقة في عملية السلام التي يجري استكشافها"، وأضاف كيربي: "المحادثات قد توقفت بسبب صعوبة البحث عن حلول سياسية في الوقت الذي لا تقدم فيه المساعدات الإنسانية بشكل مستمر ويتم قتل الأبرياء".
دبلوماسي غربي، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، وذهب إلى أبعد من ذلك في توجيه اللوم مباشرة على الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال: "من الصعب جداً أن يكون  هناك محادثات السلام في حين أن حلب سويت على الأرض من القصف من روسيا والنظام السوري" .
وقد قتل في هذه الهجمات 18 مدنياً على الأقل، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، ووضع مبعوث الحكومة السورية في محادثات السلام، بشار الجعفري، اللوم على المعارضة السورية، المملكة العربية السعودية، وقطر، وتركيا، بعد أن دفعت الهيئة العليا المفاوضات ومقرها الرياض (HNC) إلى إحداث فشل في المحادثات، وفقاً لتقرير صادر عن التلفزيون الرسمي السوري.
وبلغ قرار وقف المحادثات إلى اعتراف المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا، ستيفان دي مستورا، أنه لن يكون قادراً على تحقيق تسوية سياسية دون التدخل الدبلوماسي المباشر من الولايات المتحدة وروسيا وقوى كبرى أخرى، كما وناشد الدول ضمن فريق دعم سوريا الدولي (ISSG) - التي تضم الولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا، والمملكة العربية السعودية، - إلى حث حلفائهم السوريين على اعتماد البلاد لوقف إطلاق النار وتوفير الإغاثة الفورية للمدنيين السوريين، ومن المقرر أن تجتمع المجموعة الدولية لدعم سورية في 11 من شباط في ميونيخ.
وتثير مشاركة موسكو في الحرب السورية انقساماً  كبيراً منذ فترة طويلة في إدارة أوباما، فقد استهدفت الضربات الأولى الروسية جماعات مسلحة ومدربة من قبل الولايات المتحدة، مما دفع بعض المشرعين ذوي النفوذ لمطالبة وزارة الدفاع الأمريكية ببذل المزيد من الجهد لحماية المقاتلين على الأرض.
وقال مسؤولون أمريكيون بأن روسيا قد بدأت بضرب المزيد من أهداف تنظيم الدولة بعد أن استهدف مقاتلو التنظيم طائرة روسية فوق سيناء_ مصر في وقت متأخر من العام الماضي، مما أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص، لكن واشنطن وحلفاؤها يعتقدون بأن موسكو لم تقدم تحولاً حاسماً بعيداً عن قصف جماعات المعارضة.
وعندما تحدث دي ميستورا للصحفيين في جنيف، لم يقدم أي إشارة إلى الهجمات السورية التي تحظى بدعم روسي، كما أنه تهرب أيضاً من السؤال عما اذا كانت موسكو قد "قصفت بفعالية" محادثات السلام، ومع ذلك، أعرب دي ميستورا عن قلقه من أن الوفد الحكومي السوري كان يرفض حتى مناقشة تدابير الإغاثة "الإنسانية" إلى أن تحل بعض "المسائل الإجرائية البسيطة".
وقال مصدر مطلع على "المسائل الإجرائية" المشار إليها بأن نظام الأسد يصر على أن لا تبدأ المحادثات بهذا الشأن حتى يأتي فريق التفاوض الخاص  بالمعارضة لدمشق للموافقة عليها.
وخلال مؤتمر صحفي له، قال دي ميستورا أن المحادثات ستستأنف يوم 25 شباط بعد "توقف مؤقت" مضيفاً بأنها "ليست نهاية المطاف ولا فشل للمحادثات ".
ولكن إعادة المعارضة السورية إلى طاولة المفاوضات قد يكون أمراً صعباً، فقد تعهد التحالف المناهض للأسد، ""HNC، بأنه لن يعود  الى المحادثات حتى يتحسن الوضع الإنساني على الأرض، وقال رياض حجاب، المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات: "إن العالم بأكمله يشهد من يجعل المفاوضات تفشل، ومن يقوم بقصف المدنيين وتجويع الناس حتى الموت".
وبغض النظر عن من هو المذنب، فإنه من الواضح أن المحادثات - التي تصر الولايات المتحدة وحلفائها على أنها السبيل الوحيد لإنهاء الصراع – قد تعثرت بانتكاسة، وفي الأسبوع الماضي قال دي ميستورا أن المحادثات التي لم تبدأ حتى _كانت تسعى لتحقيق تقدم بشأن وقف إطلاق النار في سورية ، والحد من العنف و القصف.
وأعرب مبعوث الأمم المتحدة عن تعاطفه مع مطالب المعارضة في اتخاذ خطوات فورية لوقف القتال وتخفيف المشقة المدنية، وأضاف "إن المحادثات لا معنى لها إن لم تكون مصحوبة بفائدة ملموسة للشعب السوري".

مقالات ذات صلة

آخر تحديث.. "ردع العدوان" على بوابة حلب أهم المواقع التي سيطرت عليها

استهداف موقع لقوات النظام داخل مدينة حلب ومقتل ضابط برتبة عميد

آخر التطورات.. المناطق التي سيطرت "ردع العدوان" في يومها الثالث

تجاوزت المئتين.. وسائل إعلام موالية تنشر اسماء قتلى النظام في "ردع العدوان"

شهداء وجرحى بقصف النظام على مدينة الباب شرق حلب

ميليشيا إيرانية تختطف نازحين من شمالي حلب